مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 09:26:00 م

الصفقة السرية بين الصين وآبل
 الصفقة السرية بين الصين وآبل 
تصميم الصورة رزان الحموي 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " الصفقة السرية بين الصين وآبل "....

لنتابع ...

إذا كانت الصين قد حصلت على كل تلك الأموال والاستثمارات والتعهدات من |شركة آبل|، فإن شركة آبل قد حصلت بالمقابل على بعض الامتيازات والاعفاءات التي لا تحلم بها الشركات الأجنبية الأخرى

 كذلك حافظت على 20% من مواردها التي تحققها عبر |السوق الصينية|، وتقدّر تلك النسبة بخمسةٍ وخمسين مليار دولار، وهي مستمرةٌ في الزيادة، فترتفع بذلك أسعار أسهم شركة آبل، حتى بلغ تقييمها ثلاثة مليارات دولار.

السياسة ليست بعيدة عن الصفقة:

مع اندلاع الحرب التجارية بين الصين و|الولايات المتحدة|، كانت شركة آبل إلى جانب شركة |تسلا|، الشركتان الأمريكيتان الوحيدتان اللتان لم تتأثرا بتلك الحرب

 وبذلك نستطيع أن نقرأ ما الذي كسبته شركة آبل من كل تلك الأموال والتعهدات التي قدمتها إلى الصين

 ولكن بعض التقارير المختصة تشير إلى أن شركة آبل قدّمت للصين أكثر من ذلك، فقد رضخت آبل لبعض المطالب الصينية ذات الطابع والتأثير السياسي، فجعلت بعض تطبيقاتها تخدم الصين في ذلك المجال.

تطبيقات آبل تخدم السياسة الصينية:

توجد مجموعةٌ من الجزر الصغيرة تتنازع عليها الصين مع اليابان وتايوان، وعند النظر إلى تلك الجزر عبر تطبيق الخرائط الذي تقدمه آبل، نجدها أكبر بكثير من الحقيقة، وتبقى ظاهرةً عند تصغير الصورة

 وقد اضطرت آبل لفعل ذلك بعد أن هددتها الصين بأنها لن تسمح لها بعرض أحد منتجاتها الجديدة في الصين، وهي عبارةٌ عن إصدارٍ جديدٍ لساعةٍ ذكيةٍ متطورة، ولعل الصين مارست مثل تلك الضغوطات للحصول على ما تريده.

المزيد من التنازلات:

أجرت صحيفة "التايمز" تحليلاً لتطبيق "أب ستور" الذي تقدمه شركة آبل

 فوجدت أن آلاف التطبيقات قد اختفت من ذلك المتجر، وتبرّر الشركة ذلك بأنها تلتزم بقوانين البلاد التي تعمل ضمنها، وهي الصين

 كما ذهبت الصين إلى أبعد من ذلك، فجعلت شركة آبل تخزّن بيانات المستخدمين الصينين في مراكز بيانات صينية حصراً، ومن يدير تلك المراكز هي شركات تابعة للحكومة صينية حصراً.

 صعود شركات صينية جديدة:

منذ سنة 2020، بدأ حوالي 32% من كبرى الشركات العالمية العاملة في الصين بنقل مصانعها إلى أماكن أخرى خارج الصين، وسيكتمل ذلك الانتقال بحلول عام 2023

 ولتعويض ذلك بدأت الصين بدعم شركاتها الصغيرة لكي تأخذ أماكن تلك الشركات المغادرة، فمثلاً هناك شركة صاعدة تسمى شركة "لوكس شاير LuxShare" من المتوقع لها أن تأخذ مكان شركة "فوكسكون" خلال السنوات القادمة

فقد بدأت شركة آبل تنقل إليها ما كانت تقوم به شركة "فوكسكون".


بذلك نكون قد كشفنا بعض أسرار الصفقة التي أبرمتها شركة آبل مع الحكومة الصينية وانعكست إيجاباً على كليهما، ولكن علينا أن نتذكر دائماً بأن أية شركةٍ في العالم مهما كانت كبيرة، فإن المبدأ الوحيد الذي تتمسك به وتحافظ عليه هو البحث عن الربح والنمو

فإذا كنت توافقنا بذلك فشارك المقال.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.